.๑. My SMS .๑.

(فاستبقوا الخيرات)ينبغي للإنسان أن يسارع في الخيرات، كلما ذُكر له شيء من الخير بادر إليه لأن الإنسان لا يدري فربما يتوانى في شيء ولا يقدر عليه بعد ذلك إما بموت أو مرض أو فوات أو غير هذا ، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما في مؤخرة المسجد لم يسبقوا ولم يتقدموا فقال "لايزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل "وكم من إنسان توانى ففاته خير كثير،فانتهز الفرصة واسبق إلى الخير../شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

 

الأحد، 30 مايو 2010

شرح حديث"مَثل المؤمن كمثل خامة الزرع "




" مَثل المؤمن كمثل خامة الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت كفأتها بالبلاء والفاجر كالأَرَزة، صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذاشاء" البخاري(5644، 7466 ) ، مسلم(2809)


( مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرة وتعدلها مرة ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة ) البخاري(5643)، ومسلم(2810)


قال الشيخ الإمام ، بقية السلف الكرام ، الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :

ففي هذه الأحاديث أن النبى صلى الله عليه وسلم ضرب مثلَ المؤمن فى إصابة البلاء جسدَهبخامة الزرع التى تفيئها [تقلبها] الرياح يَمْنَةً ويَسْرَةً
والخامة : هى الرَّطْبة من النبات
ومثَل المنافق والفاجر بالأَرَزة، وهى الشجرة العظيمة التى لا تحركها ولا تزعزعها الرياح حتى يرسل الله عليها ريحاً عاصفاً فتقلعها من الأرض دفعة واحدة
وقد قيل : إنها شجرة الصنوبر ، قال أبو عبيد وغيره . وقيل : إنها شجرة تشبه شجر الصنوبر
ففي هذه فضيلة عظمى للمؤمن بابتلائه فى الدنيا فى جسده بأنواع البلاء وتمييزٌ له عن المنافق والفاجر بأنه لا يصيبه البلاءُ حتى يموت بحاله فيلقى الله بذنوبه كلِها، فيستحقَ العقوبة عليها والنصوص فى تكفير ذنوب المؤمن بالبلاء والمصائب كثيرة جدا






...(ما تزال البلايا بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة) * *قال الترمذي :هذا حديث حسن صحيح

...( إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها) *حسن.السلسة الصحيحة
قال الفضيل: إنما جُعلت العلل ليؤدَّبَ بها العباد، ليس كُلُّ مَنْ مَرِضَ مات

وإلى هذا المعنى الإشارة بقوله عز وجل : {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }التوبة126

ـ اعلم أن تمثيل المؤمن بالزرع، وتمثيل الفاجر والمنافق بالشجر العظام يشتمل على فوائد منها :

1ـ أن الزرع ضعيف مستضعف، والشجرَ قوىٌّ مستكْبِر متعاظِم ،فالشجر [لا يضعف] من حرٍ ولا برد، ولا من كثرة ماء ولا من ريح والزرع بخلاف ذلك ،وهذا هو الفرق بين المؤمنين والكافرين، وبين أهل الجنة وأهل النار ،كما في " الصحيحين" عن حارثة بن وهب عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعـف لو أقسم على الله لأبره ،ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتُلٍ (1) جوّاظ (2) مستكبر" ...
(1)العتل:هو الشديد الجافي والفظ الغليظ من الناس
(2)الجواظ:الكثير اللحم، الجافي الغليظ الضخم المختال في مشيته


ـ وقد ورد فى القرآن تشبيهُ المنافقين بالخُشُب المسندة مع حسن منظرهم فقال :


{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ }المنافقون4
فوصفهم بحُسن الأجسام وتمامها، وحسن المقال وفصاحته حتى يُعجِبَ منظرُهم مَنْ يراهم، ويُسمَعُ قولُهم من سمعه سماعَ إصغاء وإعجاب به ومع هذا فبواطنهم خرابٌ، ومعائنهم فارغة ،فلهذا مثّلهم بالخشب المسندة التى لا روح لها ولا إحساس، وقلوبهم مع هذا ضعيفة فى غاية الضعف:
{ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } لأنهم لما أضمروا خلاف ما أظهروا خافوا الاطلاع عليهم فكلما سمعوا صيحة ظنوا أنها عليهم وهكذا كل مريب يظهر خلاف ما يضمر يخاف من أدنى شيء ويحسبه عليه


ـ وأما المؤمن فبعكس هذه الصفات ...فالمؤمن لما اشتغل بعمارة قلبه عن عمارة قالبه استضعف ظاهره ، وربما ازدري ولو علم الناس ما في قلبه لما فعلوا ذلك ...
ومن قوة قلب المؤمن وثباته أنه ثابت على الإيمان فالإيمان الذى فى قلبه مثلُه كمثل شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها فى السماء فيعيش على الإيمان ويموت ويبعث عليه وإنما الرياح وهى بلايا الدنيا تقلِّب جسمَه يمنة ويسرة وكذلك قلبُه لا تصل إليه الرياح ؛ لأنه محروسٌ بقوة الإيمان
والكافر والمنافق بعكس ذلك ،قوى جسمه ، لا تقلبه رياح الدنيا ،وأما قلبه فإنه ضعيف تتلاعب به الأهواء المضلة، فتقلبُه يمنة ويسرة فكذلك كان مَثَلُ قلبه كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ...




ومنها :
2ـ أن ثمرة الزرع وهو السنبل يستضعف ويطمع فيه كل أحد لقرب تناوله فيطمع الآدمي في الأكل منه وفي قطعه وسرقته ، والبهائم في رعيه ، والطير في الأكل منه وكذلك المؤمن يستضعف فيعاديه عموم الناس لأن الإسلام بدأ غريبا ويعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فعموم الخلق يستضعفه ويستغربه ويؤذيه لغربته بينهم ،وأما الكافر أو المنافق أو الفاجر الذي كالصنوبرة فإنه لا يطمع فيه فلا الرياح تزعزع بدنه ، ولا يطمع في تناول ثمرته لامتناعها ...
قال كعب : في التوراة : " ما كان حليم قط في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه"



ومنها :
3ـ أن المؤمن يمشى مع البلاء كيف ما مشى به فيلين له فيقلبه البلاءُ يمنة ويسرة، فكلما أداره استدار معه فيكون عاقبتُه العافيةَ من البلاء وحسنَ الخاتمة، وتوقى ميتةَ السوء ... كما في أمثال العرب : إذا رأيت الريح عاصفا فتطامن ، أي : إذا رأيت الأمر غالبا فاخضع له
وقال الحكماء : لا يرد العدو القوي بمثل الخضوع له
ومثله مثل الريح العاصف يسلم منها الزرع للينه لها ومعها ويتقصف منها الشجر العظام لانتصابها لها ،فإن الفاجر لقوته وتعاظمه يتقاوى على الأقدار ويستعصي عليها كشجرة الصنوبر التي تستعصي على الرياح ولا تتطامن معها فتسلط عليه ريح عاصف لا يقوى عليها فتقلعه من أصله بعروقه فتهلكه ...
قال بعضهم :
إن الرياحَ إذا عَصَفْنَ فإنما .... تُولِى الأذيّةَ شامخَ الأغصان
وقال غيره :
مَنْ أخملَ النفسَ أحياها وروّحَها .... ولم يَبِتْ طاوياً منها علـى ضَجـَرِ
إن الرياحَ إذا اشتدتْ عواصفُها .... فليس تَرْمِى سوى العالى من الشجر



ومنها :
4ـ أن الزرع وإن كانت له طاقةٌ منه ضعيفةٌ ضئيلةٌ إلا أنه يتقوّى بما يخرج معه وحولَه ويَعتضد به بخلاف الشجر العظام ، فإن بعضها لا يشد بعضا وقد ضرب الله تعالى مثل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابِه بالزرع لهذا المعنى فقال تعالى:
{وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ}
وقوله : ( أخرج شطأة) أي : فراخه
(فآزره) أي : ساواه وصار مثل الأم وقوي به
(فاستغلظ) أي : غلظ
( فاستوى على سوقه) : جمع ساق
فالزرع مثل النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج وحده فأمده بأصحابه وهم شطأ الزرع كما قوى الطاقة من الزرع بما ينبت منها حتى غلظت واستحكمت ،وفي الإنجيل : سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع
و قال عز وجل : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } وقال {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ } فالمؤمنون بينهم ولاية وهى مودة ومحبة باطنة ، كما قال : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } لأن المؤمنين قلوبهم على قلب رجل واحد فيما يعتقدونه من الإيمان ،أما المنافقون فقلوبهم مختلفة كما قال : "تحسبهم جميعا وقلوبهم شَتَّى"
فأهواءهم مختلفة، ولا ولاية بينهم فى الباطن، وإنما بعضهم من جنس بعض فى الكفر والنفاق


ومنها :
5ـ أن الزرع ينتفع به بعد حَصَادِه ،فإنه يحصده أربابه ثم يبقى منه بعد حصاده ما يلتقطه المساكين، وترعاه البهائم، وتأكله الطير
وربمااستخلف بعضه فأخرج منه ثانية ، وبيع منه من الحب ما ينبت مرارا وهكذا مثل المؤمن يموت ويُخلِّف ما يُنتفع به من علم نافع و صدقة جارية وو ولد صالح ينتفع به وأما الفاجر فإنه إذا انقلع من الأرض لم يبق فيه نفع، بل ربما أثر ضررا فهو كالشجرة المنجعفة لا تصلح إلا لوقيد النار.


ومنها :
6ـ أن الزرع في حمله مبارك ،كما ضرب الله مثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء



ومنها :
7ـ أن الحَبَّ الذى ينبت من الزرع هو مؤنة الآدميين، وغذاء أبدانهم، وسبب حياة أجسادهم ،فكذلك الإيمان هو قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وسبب حياتها ومتى فقدته القلوب ماتت، وموت القلوب لا يُرجى معه حياة أبداً، بل هو هلاك الدنيا والآخرة ،كما قيل :
ليس من مات فاستراح بميْتٍ *** إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياء
فذلك شبه المؤمن بالزرع حيث كان الزرع حياة الأجساد، والإيمان حياة الأرواح وأما ثمر بعض الأشجار العظام كالصنوبر ونحوه فليس له كبير نفع وربما لا يتضرر بقده فكذلك مُثِّل الفاجر أوالمنافق بهذه الشجرة لقلة نفع ثمرها ...
• لا بد من البلوى والاختبار ليتبين الصادق اليوم من الكاذب :
( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)
• الراحة لا تنال بالراحة

• لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال

• كم صبروا حتى قدروا ... كم غضورا حتى نظروا

• لو قرب الدر على طلابه .... ما لج الغائص في طلابه

ولو أقام لازما أصدافه .... لم تكن التيجان في حسابه

ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه .... إلا وراء الهول من عبابه

ـــــــــــــــــــــ
مجموع رسائل الحافظ ابن حجر الحنبلي تحقيق/ أبي مصعب الحلواني (باختصار: 1/211-224)
منقول من أحد المنتديات بتصرف



0 التعليقات:

إرسال تعليق

منظر من اليمن

منظر من اليمن

من أنا

صورتي
أنا قلب ينبض بالحب ويزهر بالعطاااااااااء ... أنا شوق تعدى حدود المجرة والفضاااااء..... أنا من تحبكم في الله ...

المتابعون

المتواجدون الآن

اشتياقي لك غريب

وصف المدونة

مدونة ضمنتها قطوف من الفوائد وروائع الكلم لتكون واحة غناء يستظل بها زائرها فيستنشق من عبيرها كل ماهو مفيد وممتع .سائلة المولى الإخلاص والقبول
قال ابن القيم : إياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإرادتك،فإنه يُفسدها عليك فسادا يصعب تداركه ويُلقي إليك أنواع الأفكار المُضرة ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك،وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك . .

إحصائيات المدونة