الأربعاء، 1 سبتمبر 2010
من رسائل جوال تدبر (2)
ـ ما معنى التدبر؟
قال العلامة العثيمين : والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك ، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ـ قام نبيك صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح ، وهي "
( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْلَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
لذا قال ابن القيم:
" فإذامر بآية ـ وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ـ كررهاولو مائة مرة ،ولو ليلة ! فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ،وأنفع للقلب ،وأدعى إلى حصول الإيمان ،وذوق حلاوة القرآن.

ـ حقيقة التدبر:
إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا بإتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا وقد ـ والله ـ أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل . (الحسن البصري)

ـ " في غزوة بدر تعانق السلاح المادي مع التكوين الإيماني : فالنبي صلى الله عليه وسلم هيأ الجيش ، ونظم الجند ، واختار المواقع ، ورفع المعنويات ، ثم توجه إلى ربه في ضراعة وإلحاح ، يستنزل النصر ، ويناشد المدد ، فتحقق المراد (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (*) وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) " .
[ د . صالح ابن حميد ]

ـ (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) كم من شرف عظيم تميزت به هذه الليلة ؟ شرف المنزل فيها ، وشرف الزمان ، وشرف العبادة ، وشرف المتنزلين ، وشرف العطاء بلا حدود ، ومسك ذلك (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) فيا لطول حسرة المفرطين ! ويا أسفى على من تخلف عن ركب المشمرين ! "
[ أ . د . ناصر العمر]

ـ ذكرت ليلة القدر في سورة القدر خمس مرات ، واشتملت على خمس فضائل : إنزال القرآن ، و أنها خير من ألف شهر ، وأن الملائكة والروح ( جبريل ) تتنزل فيها ، وفيها يفرق كل أمر ، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر ، فهل نقدرها حق قدرها ، ونعظمها كما عظم الله شأنها ؟ "
[ د . محمد الربيعة ]

ـ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) " تدبر كيف جمع الله في ليلة القدر أنواع البركات : فالقرآن مبارك ، ونزل في ليلة مباركة ، وفي شهر مبارك ، ومكان مبارك ، ونزل به أكثر الملائكة بركة على أكثر البشر بركة ، وواهب البركات كلها هو الله جل جلاله ، فحري بالمؤمن أن يجتهد لعله يدرك بركة هذه الليلة ، فينعم ببركتها في الدنيا والبرزخ والآخرة "

ـ ينبغي لقاريء القرآن أن يعتني بقراءة الليل أكثر ، قال تعالى ( مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) و إنما رجحت صلاة الليل وقراءته ، لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات ، والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات "
[ النووي في التبيان ]

ـ علق ابن كثير على قوله تعالى :
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) فقال : " وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر

ـ " ينبغي للقاريء أن يكون شأنه الخشوع ، والتدبر ، والخضوع ، هذا هو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب ، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة "
[ النووي ]

ـ " صلاة االليل أعون على تذكر القرآن والسلامة من النسيان ، وأعون على المزيد من التدبر، ولذا قال سبحانه: ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ) قال ابن عباس : ( وَأَقْوَمُ قِيلاً ) : أدنى أن يفقهوا القرآن ، وقال قتادة : أحفظ للقراءة " .
[ ابن عاشور ]

الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
منظر من اليمن

من أنا

- قطرات الندى
- أنا قلب ينبض بالحب ويزهر بالعطاااااااااء ... أنا شوق تعدى حدود المجرة والفضاااااء..... أنا من تحبكم في الله ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق