الثلاثاء، 31 مايو 2011
فوائد من أحاديث الأربعين النووية / الحديث الأول
فوائد من شرح كتاب : فتح القوي المتين في شرح الأربعين / للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ـ الحديث الأول :
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
/ ( إنما الأعمال بالنيات )
@ أصل الكلام "إنما الأعمال بنياتها ، فحُذف الضمير وعُوض عنه بالألف واللام في قوله (النيات).
@ (بالنيات) أصل الجملة إنما الأعمال بنياتها ، ومتعلق الجار والمجرور محذوف تقديره "معتبرة " في قبولها وصلاحها ، وفي قبول الله لها وفي إثابته عليها .
@ النية لها إطلاقان :
/ عند أهل الاعتقاد - في كتب العقيدة - : يُراد بها تمييز المقصود بالعمل والعبادات وهو رب العالمين فيجب أن يكون وحده المقصود بالعمل . فالمراد بالنية عندهم الإخلاص ، أي إنما الأعمال بالإخلاص لله .
/ عند الفقهاء -في كتب الفقه والأحكام- : يُراد بها التمييز بين العبادات كتمييز فرض عن فرض (العصر عن الظهر ) ، أو فرض عن نفل وتمييز العبادات عن العادات كالتمييز بين غُسل النظافة وغُسل الجنابة .
/ ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) ليس تكريرا محضا
@ الجملة الأولى دلت على أن صلاح العمل وفساده حسب النية في إيجاده ، والجملة الثانية دلت على أن ثواب العامل على عمله بحسب نيته الصالحة ، وأن عقابه على عمله بحسب نيته الفاسدة ، فهو ما يترتب على صلاح النية أو فسادها .
@ العادات تتحول بالنيات الصالحة إلى قُربات يُثاب العبد عليها عند الله .
/ (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله )
@ الهجرة تكون من بلد الخوف إلى بلد الأمن كالهجرة إلى الحبشة ، وتكون من بلد الكفر إلى بلد الإسلام كالهجرة من مكة إلى المدينة . والهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام باقية إلى قيام الساعة .
/ ( فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله )
@ اتحد فيه الشرط والجزاء والعادة أن يختلف الجزاء والشرط ، ومعنى ذلك : من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته إلى الله ورسوله ثوابا وأجرا ، فافترقا في المعنى وإن كانا اتحدا في اللفظ . وفي هذا تنبيه لعِظم الثواب وكبره .
@ هذا مثال ليتضح به المقال وليوضح به القاعدة الكلية ، قال ابن رجب " لَمَّا ذكر صلى الله عليه وسلم أنَّ الأعمالَ بحسب النيَّات، وأنَّ حظَّ العامل من عمله نيته من خير أو شرٍّ، وهاتان كلمتان جامعتان وقاعدتان كليَّتان، لا يخرج عنهما شيء، ذكر بعد ذلك مثالاً من أمثال الأعمال التي صورتُها واحدة، ويختلف صلاحُها وفسادُها باختلاف النيَّات، وكأنَّه يقول: سائر الأعمال على حذو هذا المثال".
/ ( فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
@ الأول تاجر والثاني خاطب ، وليس واحد منهما بمهاجر .
@ قال ابن رجب "وقد اشتهر أنَّ قصةَ مهاجر أمِّ قيس هي كانت سببَ قولِ النبَّيِّ صلى الله عليه وسلم: "من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها" وذكر ذلك كثيرٌ من المتأخرين في كُتُبهم، ولَم نرَ لذلك أصلاً بإسناد يَصحُّ، والله أعلم".
@ نبه إلى أن قوله (فهجرته إلى ما هاجر إليه) فيه ملحظان :
الأول : تحقير واستهانة بمن كانت هذه حاله .
الثاني : أن الهجرة لأمور الدنيا لا تنحصر ، ولهذا لم يُعِد وإنما قال (إلى ما هاجر إليه ) لأن الهجرة في الأمور الدنيوية لا حصر لها ولا عدّ .
@ النية محلها القلب والتلفظ بها بدعة إلا في الحج فله أن يُسمي في تلبيته ما نواه من قِران أو إفراد أو تمتع فيقول: لبَّيك عمرة وحجًّا، أو لبَّيك حجًّا، أو لبَّيك عمرة؛ لثبوت السنَّة في ذلك دون غيره.

الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
منظر من اليمن

من أنا

- قطرات الندى
- أنا قلب ينبض بالحب ويزهر بالعطاااااااااء ... أنا شوق تعدى حدود المجرة والفضاااااء..... أنا من تحبكم في الله ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق